لمحة تاريخية عن قبيلة أيت بوكماز
تعتبر قبيلة أيت بوكماز من القبائل الأمازيغية التي ى كون المنطقة بعيدة عن الحواضر والعواصم المغربية مما حال دون ورود إسم قبيلة أيت بوكماز في المصادر التقليدية خاصة مصادر العصر الوسيط
ورغم الشح في المادة المصدراستوطنت الأطلس الكبير الأوسط، وهي من القبائل التي يصعب تتبع أخبارها منذ فجر التاريخ، ولعل سبب ذلك راجع إلى انعدام المادة الأولية من المصادر المكتوبة أو الأثرية التي تشفي غليل الباحث أو تمكنه من بناء تصور عن التطور التاريخي الذي شهدته المنطقة ومجال أيت بوكماز بصفة خاصة، وهذا النقص في المصادر يرجع إلية إلا إننا سوف نحاول تتبع أخبار قبيلة أيت بوكماز منذ فجر التاريخ من خلال الإشارات العابرة والمعلومات الطفيفة التي استقيناها من المصادر التاريخية، كما سنحاول تتبع بعض الجوانب من تاريخ قبيلة أيت بوكماز انطلاقا من نقوش تيزي إلى غاية فترة الحماية الفرنسية. و هناك أمر لابد من الإشارة إليه إننا في تناولنا تاريخ قبيلة أيت بوكماز سوف نضطر إلى أن نؤرخ إلى المجموعة القبلية التي ينتمي إليها أيت بوكماز و هي صنهاجة الظل و نفس الأمر فعله جاك بيرك لسكساوة
مقاومة قبيلة أيت بوكماز للاستعمار الفرنسي
لقد كان دخول الاستعمار الفرنسي إلى المغرب بعد توقيع معاهدة الحماية في 30 مارس 1912 مرحلة جديدة في تاريخ المغرب المعاصر، ولم يكن دخول فرنسا إلى المغرب بالأمر الهين فقد تأهب المغاربة بقبائله، ورجاله، ونساءه لمقاومة الاستعمار الغاشم، وتعتبر قبيلة أيت بوكماز من القبائل الأطلسية التي واجهت الاستعمار الفرنسي بكل حزم وضحت بالغالي والنفيس في سبيل حرية هذا الوطن واستقلاله.
ولقد كان أول احتكاك بين مقاومي قبيلة أيت بوكماز والإستعمار الفرنسي في أواخر سنة 1912 خلال الحملة التي قام بها الكولونيل مانجان إلى منطقة دمنات وقبيلة نتيفة، وازداد احتكاكهم بالاستعمار بشكل كبير خاصة بعد دخول المستعمر إلى قبيلة أيت مصاد وأيت عباس.
وتعتبر قبيلة أيت بوكماز ذات أهمية إستراتجية بالنسبة للمستعمر لأنها تشكل ممرا للمقاومين من أجل الوصول إلى القبائل الخاضعة، وإلى منطقة دمنات دون استعمال طريق أزيلال، كما تتجلى أيضا أهميتها في تقسيمها إلى ثلاثة مناطق بعد إخضاعها للاستعمار الفرنسي،المنطقة الأولى تحت قيادة الباشا التهامي الكلاوي، والمنطقة الثانية تحت قيادة محمد أوشطو قائد قبيلة نتيفة، المنطقة الثالثة تحت قيادة سيدي محا أحنصال شيخ الزاوية الحنصالية.
خلال سنة 1915 قام وفد من قبيلة أيت بوكماز بزيارة إلى قبيلة نتيفة ولمقدم زاوية تناغملت سيدي أحمد بن عبد العباس، من أجل استشارته في موضوع إمكانية مقاومة فرنسا أو الدخول معها في مفاوضات، إلا أن شيخ زاوية تناغملت نصح مقاومي قبيلة أيت بوكماز بالدخول في حلف فرنسا دون مقاومتها، كما جاء في التقرير الصادر عن شهر شتنبر بأن جزء من قبيلة أيت بوكماز أصبح مهيئا للاتصال مع السلطات الفرنسية عن طريق قبيلة نتيفة.
- التنظيم الاجتماعي
- العظم
" اغص " الأمازيغية جمع " إغصان " وهو أسرة أبوية كبيرة تجمعها روابط الانتماء إلى نفس الجد، و" اغص " هو أساس التنظيم الاجتماعي لقبيلة آيت بوكماز، حيث يشترك أفراد هذه الأسرة الأبوية في الإنتاج بشكل ثقافي وعلى استغلال الأرض، وهذه الروابط بين عناصر ''اغص" يمكن أن تضعف في حالة السلم، وهذا الضعف بين عناصر "اغص" يولد عنصرا آخر جديدا للتنظيم الاجتماعي هو "تكات" (الأسرة ) وهي حالة مطابقة لما تعيشه تقبيلت من إبقليون كما أن اغص يسترجع قوته بشكل تلقائي أثناء الانتخابات الجماعية خاصة اذا ترشح عنصرين من عظمين مختلفين.
ب- الموضع:
يتكون الموضع من عدة قرى صغيرة والتي تكون القرية الكبيرة ( الموضع )، ويتميز بتوفره على مخزن جماعي للحبوب أو أكثر ومسجد تؤدى فيه صلاة الجمعة، كما تتوفر هذه القرية على رجال قادرين على حمل السلاح. ويقوم الموضع بتداول بعض الشؤون الداخلية، كتقسيم التكاليف، ولكن الموضع لم يكن يقوم بأي دور سياسي مثل موضع بآيت أرباط الذي يقوم بتقسيم أعمال تنظيف قنوات الري على كل عناصر الموضع، ولكنه لا يقوم بأي دور سياسي، لأن القرارات السياسية ينظر فيها على مستوى تقبيلت ن أيت حكيم.
ج-الفخدة:
تتكون الفخدة من ثلاثة إلى خمسة مواضع وتستمد تقبيلت وحدتها من الانتماء إلى وحدة جغرافية مشتركة والتي تحمل اسما مشتركا، كما أنه على مستوى الفخدة يتم تداول الشؤون السياسية ( الشؤون الخارجية) أما الشؤون الداخلية فتتم على مستوى الموضع. ويتضح ذلك من خلال فخدة آيت حكيم التي دخلت في صراع مع فخدة آيت محيا إبان الفترة الاستعمارية، إلا أن هذه الفخدة يمكن أن تتعرض للانقسام بسبب دخول بعض العظام في حلف من الأحلاف، وهذه الأحلاف غالبا ما يتم اصطناعها بمجموعة من الوسائل والطرق كالدبح ( تيغرسي ) أو رمي العار، كما وقع لموضع آيت ايمي الذي كان ينتمي إلى فخدة آيت محيا وتحول فيما بعد إلى فخدة آيت أوريعت.
د- القبيلة:
هي أكبر وحدة في التنظيم الاجتماعي لقبيلة آيت بوكماز، حيث أن سكان هده القبيلة يستمدون روح انتمائهم الجماعي من اسمهم المشترك وأرضهم وعدد من التقاليد والمواسم، فقبيلة آيت بوكماز في كل سنة بعد انتهاء موسم الحرث يبدأ بوغانيمبجولة على كل تقبيلين واحدة تلوى الأخرى، كما أن الإحساس الجماعي لآيت بوكماز يتجسد في وجود مجموعة من الأضرحة مثل ضريح سيدي موسى " تاورالت " الذي يقوم كل سكان قبيلة آيت بوكماز بزيارته سنويا، كما تشكل زاوية ولمزي مزارا ثانيا لجميع فخدات آيت بوكماز. وتصبح روابط الانتماء قوية في حالة الحرب كما كان عليه الأمر خلال ضغط آيت عطا على المجال البوكم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق